قوله : { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ } ذلك إطراء من الله لرسله الذين خلوا من قبل وهم الذين يضطلعون بأكرم وجيبة وأشرفها وهي تبليغ رسالات الله إلى الناس فينصحون لهم ويأمرونهم بالحق وينهونهم عن الباطل وينذرونهم لقاء الله في الآخرة . وهم في ذلك إنما يخافون الله وحده ولا يخافون أحدا سواه . فلا تصدنهم سطوة الظالمين والمعرضين عن تبليغ ما أوكل الله إليهم من أمانة التبليغ { وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } أي كفى بالله حافظا لأعمال العباد ومحاسبا عليها ، صغيرة أو كبيرة . أو كفى به ناصرا ومعينا وكافيا للمخاوف{[3750]} فهو سبحانه أحق أن يخشاه العباد . والمرسلون في ذلك عنوان الشجاعة والصبر والتجرد لدين الله . وهم المثال المحتذى في الصدق وعلو الهمة والدعوة إلى الله مخلصين ثابتين غير خائفين ولا وجلين . ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سيد البشرية كافة وإمام المرسلين أجمعين في هذا المعنى . فقد أدى ما عليه من أمانة التبليغ كامل الأداء ، فلم تثنه الصعاب والمكاره والمكائد حتى لقي الله راضيا مرضيّا وقد شاع دينه فملأ شطرا من الأرض . ثم قام بإشاعته وتبليغه من بعده غرٌّ ميامين من صحابة وتابعين وتابعيهم ومن بعدهم من الأبرار الذين حملوا رسالة الإسلام إلى الخافقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.