الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

ثم قال تعالى : { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه } أي : سنة الله في الذين خلوا من قبل محمد من الرسل الذين يبلغون رسالات الله إلى من أرسلوا إليه . { ويخشونه } أي : يخافون الله .

{ ولا يخشون أحد إلا الله } أي : لا يخافون غيره ، فمن هؤلاء فكن يا محمد ، فإن الله يمنع منك وينصرك كما فعل بمن قبلك من الرسل .

" الذين " بدل من " الدين " في قوله : { سنة الله في الذين } أو نعت لهم أو عطف بيان {[55563]} .

ثم قال : { وكفى بالله حسيبا } أي : وكفاك يا محمد حافظا لأعمال خلقه ومحاسبا لهم عليها .

ويجوز أن يكون ( حسيب ) {[55564]} بمعنى محاسب ، كما تقول آكيل وشريب ، معنى مواكل ومشارب . ويجوز أن يكون بمعنى محسب ، أي مكف كما قالوا السميع بمعنى المسمع وأليم بمعنى مؤلم . يقال : أحسبني الشيء بمعنى كفاني {[55565]} .


[55563]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/579
[55564]:مثبت في طرة أ
[55565]:انظر: اللسان مادة "حسب" 1/310