إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

{ الذين يُبَلّغُونَ رسالات الله } صفةٌ للذين خَلَوا أو مدحٌ لهم . بالنَّصبِ أو بالرَّفعِ . وقرئ رسالةَ الله { وَيَخْشَوْنَهُ } في كلِّ ما يأتُون ويذرُون لاسيِّما في أمرِ تبليغِ الرِّسالةِ حيثُ لا يخرمُون منها حرَفاً ولا تأخذُهم في ذلكَ لومةُ لائمٍ { وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ الله } في وصفِهم بقصرِهم الخشيةَ على الله تعالى تعريض بما صدَرَ عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من الاحترازِ عن لائمةِ الخلقِ بعد التَّصريحِ في قولِه تعالى : { وَتَخْشَى الناس والله أَحَقُّ أَن تخشاه } [ سورة الأحزاب ، الآية37 ] { وكفى بالله حَسِيباً } كافياً للمخاوفِ فينبغي أنْ لا يُخشى غيرُه ، أو محاسباً على الصَّغيرةِ والكبيرةِ فيجبُ أنْ يكونَ حقُّ الخشيةِ منْهُ تعالى .