اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (39)

قوله : «الذين يبلّغون » يجوز أن يكون تابعاً «لِلَّذِينَ خَلَوا » وأن يكون مقطوعاً عنه رفعاً ونصباً على إضمار : «هم » أو أعْنِي ، أو أمْدَحُ{[43623]} .

فصل :

المعنى إنَّ الذين يبلغون رسالات الله كانوا أيضاً رُسُلاً مِثْلَكَ ، ثم ذكر حالهم بأنهم جرّبوا الخشية ووجدوها فيخشون الله ولا يخشون أحداً سواه فصار كقوله : «فَبِهُدَاهُم اقْتَدِه » ولا يخشى قَالة الناس فإنهم ليسوا بمتهمين فيما أحل الله لهم وفرض عليهم ، { وكفى بالله حَسِيباً } حافظاً لأعمال خلقه ومحاسبتهم فلا يُخْشَى غَيْرُهُ .


[43623]:انظر: التبيان 1057 والدر المصون 4/391 والكشاف 3/264.