التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَإِن يَصۡبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡۖ وَإِن يَسۡتَعۡتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِينَ} (24)

قوله : { فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } أي فإن يصبر هؤلاء الخاسرون في النار أولا يصبروا فيجزعوا { فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } أي فإنهم ماكثون في النار لا يبرحونها ولا يخرجون منها .

قوله : { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ } أي إن يطلبوا الرجوع إلى الدنيا لا يجابوا ولا هم براجعين ، والاسم العُتْبى ، وهو رجوع المعتوب عليه إلى ما يُرضي العاتب ، واستعتب وأعتب بمعنى ، أي طلب أن يُعْتب ، تقول : استعْتَبْتَه فأعْتَبه ، أي استرضاه فأرضاه{[4054]} .

وعلى هذا فإن المعنى { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا } أي إن يطلبوا الرضا لم ينفعهم ذلك بل إن مصيرهم إلى النار لا محالة{[4055]} .


[4054]:مختار الصحاح ص 410
[4055]:تفسير الطبري ج 24 ص 70 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 96-97