الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِن يَصۡبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡۖ وَإِن يَسۡتَعۡتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِينَ} (24)

ثم قال تعالى : { فإن يصبروا فالنار مثوى لهم } المعنى فإن يصبروا على النار أولا يصبروا فالنار مسكن ومأوى لهم .

{ وإن يستغيثوا فماهم من المعتبين } أي : وإن يسألوا الرجعة إلى الدنيا والتخفيف{[60305]} من العذاب فما هم ممن يخفف عنهم ما هم فيه ولا يرجعون إلى الدنيا .

وقيل : المعنى : فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار فالنار مسكن لهم في الآخرة كما قال : { فما أصبرهم على النار }{[60306]} .

وقيل : المعنى : وإن يستعتبوا{[60307]} في الدنيا وهم مقيمون على كفرهم فما هم من المعتبين{[60308]} .

والاستعتاب إنما يكون{[60309]} من الجزع . فهذا يدل على أنه في النار يكون ذلك .

وقيل : المعنى : ( فإن يصبروا فالنار أو يجزعوا فالنار مسكن لهم ){[60310]} . وقيل : المعنى : إن يصبروا في الدنيا على تكذيبك واتباع آهلتهم ، فالنار مثوى لهم يوم القيامة{[60311]} .

ويقال : إن هذا جواب لقولهم : { وأن امشوا واصبروا على آلهتكم }{[60312]} فقال الله تعالى جل ذكره إن يصبروا على ألهتهم{[60313]} ، أي : على عبادتها { فالنار مثوى لهم } ، وإن يستعتبوا{[60314]} يوم القيامة / فلن يعتبوا{[60315]} .


[60305]:(ت): والتخفف.
[60306]:البقرة: 174.
[60307]:(ت): يستغيثوا.
[60308]:(ت): المغيثين.
[60309]:(ت): تكون.
[60310]:انظر: جامع القرطبي 15/353.
[60311]:(ت): النار.
[60312]:ص: 5.
[60313]:(ح): آلهتكم.
[60314]:(ت): يستغيثوا.
[60315]:(ح) يعثبوا.