تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِن يَصۡبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡۖ وَإِن يَسۡتَعۡتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِينَ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } هذا يخرّج على وجهين{[18480]} :

أحدهما : أي فإن يصبروا على ما هم عليه من الأعمال إلى أن خُتموا به فالنار مثوى لهم في الآخرة .

والثاني : أي فإن يصبروا في الآخرة فالنار مثوى لهم ، أي لا ينفعهم الصبر على ذلك ، ولا يكون الصبر سبب الفرج عن ذلك ، وهو كقوله تعالى : خبرا عنهم : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } [ إبراهيم : 21 ] فيكون أحد التأويلين في الدنيا ، والثاني في الآخرة .

وقوله تعالى : { وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ } معناه : والله أعلم : وإن يستقيلوا ما كان منهم فما هم من المقالين ، أي [ لا يقال ]{[18481]} ذلك منهم ، ولا يُرضى عنهم ، وإن استرضوا .


[18480]:في الأصل وم: الوجهين.
[18481]:في الأصل وم: أثقال.