ثم أخبر عن حالهم ، فقال : { فَإِن يَصْبِرُواْ فالنار مَثْوًى لَّهُمْ } أي فإن يصبروا على النار ، فالنار مثواهم ، أي محل استقرارهم ، وإقامتهم لا خروج لهم منها . وقيل المعنى : فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار ، فالنار مثوى لهم { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مّنَ المعتبين } يقال : أعتبني فلان ، أي : أرضاني بعد إسخاطه إياي ، واستعتبته طلبت منه أن يرضى ، والمعنى : أنهم إن يسألوا أن يرجع بهم إلى ما يحبون لم يرجع ، لأنهم لا يستحقون ذلك . قال الخليل : تقول : استعبته ، فأعتبني ، أي : استرضيته ، فأرضاني ، ومعنى الآية : إن يطلبوا الرضى لم يقع الرضى عنهم ، بل لابدّ لهم من النار . قرأ الجمهور { يستعتبوا } بفتح التحتية ، وكسر التاء الفوقية الثانية مبنياً للفاعل . وقرؤوا : { من المعتبين } بفتح الفوقية اسم مفعول ، وقرأ الحسن وعبيد بن عمير وأبو العالية : { يستعتبوا } مبنياً للمفعول { فما هم من المعتبين } اسم فاعل ، أي إنهم إن أقالهم الله ، وردّهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته كما في قوله سبحانه : { وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.