التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (132)

قوله : { ولكل درجت مما عملوا } أي لكل عامل في طاعة الله أو في معصيته منازل ومراتب من عمله يجزيه الله عليها ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر والمنازل والمراتب تتناول الدركات وهي للمسيئين العصاة . وبذلك أعد الله لكل العاملين بطاعة الله درجات في الثواب والتكريم . وفي مقابل ذلك العاملون بمعصية الله أعد لهم دركات في العقاب وسوء الجزاء . قوله : { وما ربك بغفل عما يعملون } ليس الله لاهيا ولا ساهيا عما يفعله الخلق . فالله عليم بما يفعلونه من طاعة أو معصية ولا يغيب عن علمه منها شيء . بل الله خبير بذلك كله وهو سبحانه يحصي على العباد كل ما يصدر عنهم من سوء أو إحسان ليجازيهم عليه عند المعاد .