اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (132)

أي : ولكل درجاتٌ في الثَّواب والعقابِ ، على قَدْرِ أعْمَالهم في الدُّنيا ، وحذف المُضاف إلَيْه للعِلْمِ به ، أي : ولكُلِّ فريقِ منهم من الجنِّ والإنْسِ .

قوله : " مِمَّا عَمِلُوا " في محلِّ رفع نعتاً ل " دَرَجَات " .

وقيل : ولكلِّ من المؤمنين خاصَّة .

وقيل : ولكلٍّ من الكُفَّار خاصَّة ؛ لأنها جَاءَت عَقِيب خطاب الكُفَّارِ ؛ إلا أنَّه يبعده قوله : " دَرَجَاتٌ " وقد يُقَال : إن المُرَاد بها هُنَا المراتِب ، وإن غلب استعمَالُها في الخير " وما ربُّكَ بغافلٍ عمَّا يعمَلونَ " قرأ العامّة{[15222]} بالغيبة رَدّاً على قوله : " ولكُلٍّ درَجَاتٌ " وقرأ ابن عامرٍ بالخطابِ مُراعَاةً لما بَعْدَهُ في قوله : " يُذْهبْكم " ، " مِنْ بَعْدِكُمْ " ، كما " أنشأكم " .


[15222]:ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/31، الدر المصون 3/183، السبعة 269، الحجة لأبي زرعة 272 البحر المحيط 4/227.