الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (132)

وقوله تعالى : { وَلِكُلٍّ } : حُذِف المضاف إليه للعلم به أي : ولكلِّ فريق من الجن والإِنس . وقوله : " مما عملوا " في محل رفع نعتاً لدرجات وقيل : ولكل من المؤمنين خاصة . وقيل : ولكل من الكفار خاصة ، لأنها جاءت عقيب خطاب الكفار ، إلا أنه يبعده قوله " درجاتٌ " وقد يُقال إنَّ المراد بها هنا المراتب وإن غلب استعمالها في الخير . وقوله " عمَّا يعملون " قرأ العامة بالغيبة ردَّاً على قوله " ولكل درجات " . وقرأ ابن عامر بالخطاب مراعاةً لما بعده في قوله " يُذْهِبْكم " ، " من بعدكم " ، " أنشأكم " .