الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (132)

وقوله : { ولكل درجات مما عملوا } {[21901]} أي : ولكل عامل – في طاعة أو معصبة – منازل ومراتب يبلغه الله إياها ، إن خيرا فخيرا {[21902]} {[21903]}وإن شرا ( فشرا ) {[21904]} وليس الله بغافل {[21905]} عما يعملون {[21906]} .

وروي عن {[21907]} النبي أنه قال : " الدَّرجةُ من الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض {[21908]} ، وإن العبد – من أهل الجنة – ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف بصره ، فيقول : ما هذا ؟ فيقال له : هذا نور أخيك {[21909]} فلان . فيقول : أخي فلان ! ، كنا في الدنيا نعمل جميعا ، وقد فضل علي هكذا ! فيقال : إنه أفضل منك عملا . ثم يجعل في قلبه الرضى فيرضى بمنزلته {[21910]} " .


[21901]:من الآية 133.
[21902]:مخرومة في أ.
[21903]:بعضها مطموس في بعض الخرم.
[21904]:أ: فشر.
[21905]:د: يغفل.
[21906]:انظر: تفسير الطبري 12/125.
[21907]:د: ان.
[21908]:في تفسير ابن كثير 1/558 حديث صحيح في معنى درجة الجنة.
[21909]:مخرومة في أ. ب: احبك.
[21910]:ورد حديث عن ابن عباس بمعان تكمل ما ذكرنا هنا، وفيه: (...بين كل درجتين مقدار ما بين السماء والأرض...) انظر: الفردوس 2/218.