المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ} (29)

لما انقطع فرعون في الحجة رجع إلى الاستعلاء ، والتغلب ، وهذه أبين علامات الانقطاع ، فتوعّد موسى عليه السلام بالسجن حين أعياه خطابه ، وفي توعده بالسجن ضعف لأنه خارت طباعه معه{[8921]} ، وكان فيما روي يفزع منه فزعاً شديداً حتى كان لا يمسك بوله ، وروي أن سجنه كان أشد من القتل في مطبق لا ينطلق منه أبداً فكان مخوفاً .

قال القاضي أبو محمد : وهذه نزعة دار النبود إلى اليوم{[8922]} .


[8921]:يريد أن فرعون خالف طبيعته في العنف والقتل مع موسى، ولهذا توعده بالسجن ولم يأمر بقتله مباشرة.
[8922]:بين العلامتين [......] كلمة غير واضحة.