السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ} (29)

فلما انقطع فرعون عن الجواب ولزمته الحجة تكبر عن الحق وعدل إلى التخويف بأن { قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } أي : واحداً ممن هم في سجني على ما تعلم من حالي في اقتداري ومن سجوني وفظاعتها ، ومن حال من فيها من شدّة الحصر والغلظ في الحجر . قال الكلبي : كان سجنه أشدّ من القتل لأنه كان يأخذ الرجل فيطرحه في هوّة ذاهبة في الأرض بعيدة العمق وحده لا يسمع ولا يبصر فيها شيئاً ، وقرأ ابن كثير وحفص وعاصم بإظهار الذال عند التاء ، والباقون بالإدغام