الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ} (29)

فإن قلت : ألم يكن : لأسجننك ، أخصر من { لأجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين } ومؤدياً مؤداه ؟ قلت : أما أخصر فنعم . وأما مؤدّ مؤدّاه فلا ؛ لأن معناه : لأجعلنك واحداً ممن عرفت حالهم في سجوني . وكان من عادته أن يأخذ من يريد سجنه فيطرحه في هوّة ذاهبة في الأرض بعيدة العمق فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع ، فكأن ذلك أشدّ من القتل وأشدّ .