اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ} (29)

فلما انقطع فرعون عن الجواب ولزمته الحجة تكبر عن الحق ، وعدل إلى التخويف ، { لَئِنِ اتخذت إلها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين }{[37061]} : المحبوسين . قال الكلبي : كان سجنه أشد من القتل ، لأنه{[37062]} كان يأخذ الرجل فيطرحه في مكان وحده فرداً لا يسمع ولا يبصر فيه شيئاً يهوي به في{[37063]} الأرض{[37064]} .

وقال : { لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين } ولم يقل : «لأَسْجُنَنَّكَ » وهو أخص منه ؛ لأن فيه مبالغة ليست في ذاك ، أو{[37065]} معناه : لأجعلنك ممن عرفت حاله في سجوني{[37066]}


[37061]:انظر الفخر الرازي 24/129-130.
[37062]:في ب: لأن.
[37063]:في ب: إلى.
[37064]:انظر البغوي 6/212.
[37065]:في ب: و.
[37066]:انظر الكشاف 3/112.