المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (42)

و : { المنتهى } يحتمل أن يريد به الحشر ، والمصير بعد الموت فهو منتهى بالإضافة إلى الدنيا وإن كان بعده منتهى آخر وهو الجنة أو النار ، ويحتمل أن يريد ب { المنتهى } : الجنة أو النار ، فهو منتهى على الإطلاق ، لكن في الكلام حذف مضاف إلى عذاب ربك أو رحمته .

وقال أبي بن كعب قال النبي عليه السلام في قوله تعالى : { وأن إلى ربك المنتهى }{[10726]} ( لا فكرة في الرب ){[10727]} . وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا ذكر الرب فانتهوا » . وقال أبو هريرة : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى أصحابه فقال : «فيم أنتم » قالوا : نتفكر في الخالق ، فقال : «تفكروا في الخلق ، لا تتفكروا في الخالق ، فإنه لا تحيط به الفكرة » ***الحديث{[10728]} .


[10726]:أخرجه الدارقطني في الإفراد، والبغوي في تفسيره، عن أبي بن كعب، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري.
[10727]:ذكره القرطبي بلفظ:(إذا ذكر الله تعالى فانته)، وذكره الإمام السيوطي في (الجامع الصغير)، عن البزار، عن أبي سعيد المقبري مرسلا بلفظ(إذا ذكرتك بالله فانتهوا).
[10728]:أخرجه أبو الشيخ عن يونس بن ميسرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى، فقال: ما كنتم تذكرون؟ قالوا: كنا نتفكر في عظمة الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا في الله فلا تفكروا، ثلاثا، ألا فتفكروا في عِظم ما خلق،ثلاثا، وأخرج مثله أيضا أبو الشيخ عن ابي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم، عن بعض أئمة الكوفة، مع زيادة في آخره، وأخرج أبو الشيخ أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله مع زيادة واختلاف في الألفاظ. ذكر ذلك الإمام السيوطي في "الدر المنثور".