معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ} (3)

قوله تعالى : { خافضة رافعة } تخفض أقواماً إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة . وقال عطاء عن ابن عباس : تخفض أقواماً كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع أقواماً كانوا في الدنيا مستضعفين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ} (3)

وقوله : { خافضة رافعة } رفع على خبر ابتداء ، أي هي { خافضة رافعة } .

وقرأ الحسن وعيسى الثقفي وأبو حيوة : «خافضةً رافعةً » بالنصب على الحال بعد الحال التي هي { لوقعتها كاذبة } ولك أن تتابع الأحوال . كما لك أن تتابع أخبار المبتدأ ، والقراءة الأولى أشهر وأبرع معنى ، وذلك أن موقع الحال من الكلام موقع ما لم يذكر لاستغني عنه وموقع الجمل التي يجزم بها موقع ما يتهمم به{[10875]} .

واختلف الناس في معنى هذا الخفض والرفع في هذه الآية ، فقال قتادة وعثمان بن عبد الله بن سراقة : القيامة تخفض أقواماً إلى النار ، وترفع أقواماً إلى النار ، وترفع أقواماً إلى الجنة . وقال ابن عباس وعكرمة والضحاك : الصيحة تخفض قوتها لتسمع الأدنى وترفعها لتسمع الأقصى . وقال جمهور من المتأولين : القيامة بتفطر السماء والأرض والجبال انهدام هذه البنية ، ترفع طائفة من الأجرام وتخفض أخرى ، فكأنها عبارة عن شدة الهول والاضطراب .


[10875]:قال أبو حيان في "البحر" بعد أن ذكر هذا الكلام نقلا عن ابن عطية:"وهذا الذي قاله سبقه إليه أبو الفضل الرازي".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ} (3)

خبرانِ لمبتدأ محذوف ضمير { الواقعة } [ الواقعة : 1 ] ، أي هي خافضة رافعة ، أي يحصل عندها خفض أقوامٍ كانوا مرتفعين ورَفْع أقوام كانوا منخفضين وذلك بخفض الجبابرة والمفسدين الذين كانوا في الدنيا في رفعة وسيادة ، وبرفع الصالحين الذين كانوا في الدنيا لا يعبأون بأكثرهم ، وهي أيضاً خافضة جهات كانت مرتفعة كالجبال والصوامع ، رافعة ما كان منخفضاً بسبب الانقلاب بالرجّات الأرضية .

وإسناد الخفض والرفع إلى الواقعة مجاز عقلي إذ هي وقت ظهور ذلك . وفي قوله : { خافضة رافعة } محسن الطباق مع الإِغراب بثبوت الضدّين لشيء واحد .