فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ} (3)

{ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } قرأ الجمهور برفعهما على إضمار مبتدأ : أي هي خافضة رافعة . وقرأ الحسن وعيسى الثقفي بنصبهما على الحال . قال عكرمة والسديّ ومقاتل : خفضت الصوت فأسمعت من دنا ، ورفعت الصوت فأسمعت من نأى : أي أسمعت القريب والبعيد . وقال قتادة : خفضت أقواماً في عذاب الله ، ورفعت أقواماً إلى طاعة الله . وقال : محمد بن كعب : خفضت أقواماً كانوا في الدنيا مرفوعين ، ورفعت أقواماً كانوا في الدنيا مخفوضين ، والعرب تستعمل الخفض والرفع في المكان والمكانة والعزّ والإهانة ، ونسبة الخفض والرفع إليها على طريق المجاز ، والخافض والرّافع في الحقيقة هو الله سبحانه .

/خ26