إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ} (3)

وقوله تعالى : { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أيْ هيَ خافضةٌ لأقوامٍ رافعةٌ لآخرينَ وهو تقريرٌ لعظمتِها وتهويلٌ لأمرِها ، فإنَّ الوقائعَ العظامِ شأنُها كذلكَ ، أو بيانٌ لمَا يكونُ يومئذٍ من حطِّ الأشقياءِ إلى الدركاتِ ، ورفعِ السعداءِ إلى الدرجاتِ ، ومن زلزلةِ الأشياءِ وإزالةِ الأجرامِ عن مقارِّها بنثرِ الكواكبِ وإسقاطِ السماءِ كسفاً وتسييرِ الجبالِ في الجوِّ كالسحابِ . وتقديمُ الخفضِ على الرفعِ للتشديدِ في التهويل . وقُرِئَ خافضةً رافعةً بالنصبِ على الحالِ من الواقعةِ .