معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

قوله تعالى : { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين قل ما أسألكم عليه } على تبليغ الرسالة ، { من أجر } جعل ، { وما أنا من المتكلفين } المتقولين القرآن من تلقاء نفسي ، وكل من قال شيئاً من تلقاء نفسه تكلف له .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : دخلنا على عبد الله بن مسعود فقال : يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم . فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : الله أعلم ، قال الله تعالى لنبيه : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ} (86)

ثم أمر تعالى نبيه أن يخبرهم بأنه ليس بسائل أجر ولا مال ، وأنه ليس ممن يتكلف ما لم يجعل إليه ولا يتحلى بغير ما هو فيه . وقال الحسين بن الفضل : هذه الآية ناسخة لقوله : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } [ الشورى : 23 ] وقال الزبير بن العوام : نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر للذين لا يدعون ولا يتكلفون ، ألا إني بريء من التكلف ، وصالحو أمتي .