{ وادخلي جنتي } وقال بعض أهل الإشارة : يا أيتها النفس المطمئنة إلى الدنيا ارجعي إلى الله بتركها ، والرجوع إلى الله هو سلوك سبيل الآخرة . وقال سعيد بن جبير : مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته ، فجاء طائر لم ير على صورة خلقه فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجاً منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ، ولم ندر من قرأها : { يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } .
وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وأبو شيخ ، والضحاك ، واليماني ، ومجاهد ، وأبو جعفر فادخلني في عبدي ) ، فالنفس –على هذا- ليست باسم الجنس ، وإنما خاطب مفردة ، قال أبو شيخ : الروح تدخل في البدن ، وفي مصحف أبي بن كعب : " يا أيتها الآمنة المطمئنة ، التي إلى ربك راضية مرضية ، فارجعي في عبدي " ، وقرأ سالم بن عبد الله : " فادخلي في عبادي ولجي جنتي " . وتحتمل قراءة " عبدي " أن يكون " العبد " اسم جنس ، جعل عباده كالشيء الواحد دلالة على الالتحام ، كما قال عليه الصلاة والسلام :
" وهم يد على من سواهم " {[11822]} . وقال آخرون : هذا النداء إنما هو الموقف عندما ينطلق بأهل النار إلى النار ، فنداء النفوس على هذا إنما هو نداء أرباب النفوس مع النفوس . ومعنى ( ارجعي إلى ربك )- على هذا إلى رحمة ربك والعباد هنا الصالحون المتقون .
وإضافة ( جنة ) إلى ضمير الجلالة إضافة تشريف كقوله : { في مقعد صدق عند مليك مقتدر } [ القمر : 55 ] .
وهذه الإِضافة هي مما يزيد الالتفات إلى ضمير التكلُّم حسناً بعد طريقة الغيبة بقوله : { ارجعي إلى ربك } .
وتكرير فعل { وادخلي } فلم يقل : فادخلي جنتي في عبادي للاهتمام بالدخول بخصوصه تحقيقاً للمسرة لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.