مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ وادخلى جَنَّتِى } معهم . وقال أبو عبيدة : أي مع عبادي أو بين عبادي أي خواصي كما قال : { وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصالحين } [ النمل : 19 ]

وقيل : النفس الروح ومعناه فادخلي في أجساد عبادي كقراءة عبد الله بن مسعود { فِي جسد عبدي } ولما مات ابن عباس بالطائف جاء طائر لم ير على خلقته فدخل في نعشه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ولم يدر من تلاها . قيل : نزلت في حمزة بن عبد المطلب . وقيل : في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة فقال : اللهم إن كان لي عندك خير فحول وجهي نحو قبلتك ، فحول الله وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوله . وقيل : هي عامة في المؤمنين إذ العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب .