السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ وادخلي جنتي } ، أي : معهم ، هي جنة عدن وهي أعلى الجنان ويجيء الأمر بمعنى الخبر كثيراً في كلامهم كقولهم إذا لم تستح فاصنع ما شئت . وقال سعيد بن زيد : «قرأ رجل عند النبيّ صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال أبو بكر : ما أحسن هذا يا رسول الله فقال له : إنّ الملك سيقوله لك يا أبا بكر » .

وقال سعيد بن جبير : مات ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بالطائف فجاء طائر لم ير على خلقه طائر قط فدخل نعشه لم ير خارجاً منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها { يا أيتها النفس } الآية . وروى الضحاك أنها نزلت في عثمان حين وقف بئر رومة وقيل : في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة ، فقال : اللهمّ إن كان لي عندك خير فحوّل وجهي نحو قبلتك ، فحوّل الله تعالى وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوّله . وقيل : نزلت في حمزة بن عبد المطلب . قال الزمخشري : والظاهر العموم .

ختام السورة:

وقول البيضاوي تبعاً له أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غفر له ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة » حديث موضوع .