ثم قال تعالى : ( يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى بك راضية مرضية )
هذا خبر من الله –جل ذكره- عن قول الملائكة يوم القيامة لأولياء الله ، والمعنى تقول الملائكة لأولياء الله يوم القيامة ، يا أيتها النفس التي اطمأنت {[75719]} إلى وعد الله [ و ] {[75720]} وعيده فصدقت بذلك في الدنيا .
قال ابن عباس : المطمئنة : " المصدقة " {[75721]} ( وقال قتادة : " هو المؤمن ، اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله " {[75722]} وعنه : {[75723]} ) {[75724]} : المصدقة {[75725]} بما وعد الله {[75726]} .
وقال مجاهد : المطمئنة : الموقنة إن الله ربها . وعنه أيضا .
المطمئنة التي أيقنت بلقاء ربها {[75727]} .
وفي قراءة أبي : " يا أيتها النفس الآمنة " {[75728]} .
[ قال الحسن : المطمئنة إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله سبحانه واطمأن الله سبحانه إليها ، ورضيت من الله تعالى ورضي عنها فأمر بقبضها وإدخالها الجنة وجعله من عباده الصالحين ] {[75729]} وروي أن ذلك قول [ الملائكة ] {[75730]} للعبد المؤمن عند خروج نفسه [ تبشره ] {[75731]} برضاء ربه عنه وإعداد ما أعد له من الكرامة عنده {[75732]} .
قال أبو صالح : ( ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) هذا عند الموت ( فادخلي في عبادي ) هذا يوم القيامة {[75733]} .
وقيل : إنه كله يوم القيامة . وإن [ معنى ] {[75734]} ( ارجعي إلى ربك ) أيك إلى صاحبك/ وهو قول ابن عباس {[75735]} .
وقال {[75736]} الضحاك : " يأمر الله الأرواح يوم القيامة أن ترجع إلى الأجساد فيأتون الله كما خلقهم أول مرة " {[75737]} فهو على قوله أيضا كله يوم القيامة ، وهو اختيار الطبري {[75738]} .
قال عكرمة : ( إلى ربك ) إلى جسد صاحبك {[75739]} ، [ وقاله ] {[75740]} ابن جبير {[75741]} .
فيكون أيضا كله يوم القيامة وتكون المخاطبة للنفس {[75742]} ودل على ذلك قوله : ( وادخلي جنتي ) ودخول الجنة لا يكون إلا في القيامة {[75743]} .
وقال الضحاك {[75744]} : إن معنى [ فادخلي {[75745]} في عبادي ] ، [ أي طاعتي ] {[75746]} ، و ( وادخلي جنتي ) أي : رحمتي {[75747]} فالمخاطبة {[75748]} - على قوله هذا- للإنسان ، لا للنفس في المعنى . وإليه يذهب الفراء ، ومعناه عنده أن الملائكة تقول لهم إذا أعطوا كتبهم بإيمانهم هذا ، ( أي ) {[75749]} : ارجعي {[75750]} إلى ثواب ربك {[75751]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.