البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ وادخلي جنتي } معهم .

وقيل : النفس والروح ، والمعنى : فادخلي في أجساد عبادي .

وقرأ الجمهور : { في عبادي } جمعاً ؛ وابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وأبو جعفر وأبو صالح والكلبي وأبو شيخ الهنائي واليماني : في عبدي على الإفراد ، والأظهر أنه أريد به اسم الجنس ، فمدلوله ومدلول الجمع واحد .

وقيل : هو على حذف خاطب النفس مفردة فقال : فادخلي في عبدي : أي في جسد عبدي .

وتعدى فادخلي أولاً بفي ، وثانياً بغير فاء ، وذلك أنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعددت إليه بفي ، دخلت في الأمر ودخلت في غمار الناس ، ومنه : { فادخلي في عبادي } .

وإذا كان المدخول فيه ظرفاً حقيقياً ، تعدت إليه في الغالب بغير وساطة في .

قيل : في عثمان بن عفان .

وقيل : في حمزة .

وقيل : في خبيب بن عدي ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين .