نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الدخان{[1]}

{[2]}مقصودها الإنذار من الهلكة لمن لم يقبل ما في الذكر الكريم{[3]} الحكيم من الخير والبركة رحمة جعلها بين عامة خلقه مشتركة ، وعلى ذلك دل اسمها{[4]} الدخان إذا تؤملت آياته وإفصاح ما {[5]}فيها وإشاراته{[6]} { بسم الله } الملك الجبار الواحد القهار{ الرحمن } الذي عم بنعمة{[7]} النذارة{ الرحيم } الذي [ خص-{[8]} ] أهل وداده برحمة البشارة . /{ حم } تقدمت الإشارة إلى شيء من أسرار أخواتها .

لما{[9]} ختمت الزخرف ببشارة باطنة ونذارة ظاهرة ، وكان ما بشر به سبحانه من علم العرب وسلامتهم من غوائل ما كانوا فيه مستبعدا ، افتتح هذا بمثل ذلك مقسما عليه .

{ حم }


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية ، وآياتها تسع وخمسون . وهي كغيرها من السور المكية من حيث السمات الوجدانية ، والتأثير الشديد ، ومن حيث الطابع الذاتي النافذ إلى أعماق المشاعر والقلوب وهي في جملة آياتها وعباراتها وألفاظها وما يجلل ذلك من عجائب النغم وشديد الإيقاع وما تقضي إليه الآيات من خواتيم مميزة مصطفاة-كل ذلك يشده الحسّ ويقرع القلب وينفذ إلى الوجدان أيما نفاذ . ويأتي في طليعة هاتيك المعاني الحقائق والأفكار ، ما سميت به السورة وهو الدخان ، وذلك في قوله : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين 10 يغشى الناس هذا عذاب أليم } وظهور الدخان ليغطي الآفاق علامة مثيرة من علامات الساعة التي تنبه الأذهان إلى أن الطامة قد أزفت . ثم يعقب ذلك البطشة الكبرى وهي الساعة بذاتها المذهلة ، وفظاعتها المزلزلة .

وفي السورة بيان بأهوال جهنم وهي كثيرة وفظيعة ومريعة . ومن جملة ذلك الزقوم ، هذا الطعام الخبيث الشنيع في منظره ومذاقه وهو طعام أهل النار يقسرون على أكله قسرا . وغير ذلك من الأخبار والمواعظ والمشاهد التي تضمنتها هذه السورة الكريمة .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ حم 1 والكتاب المبين 2 إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين3 فيها يفرق كل أمر حكيم 4 أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين 5 رحمة من ربك إنه هو السميع العليم 6 رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين7 لا إلاه إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } .

يقال في { حم } ما قيل في فواتح بعض السور من حروف التهجي المقطعة ، فالله جل وعلا أعلم بحقيقة المراد من ذلك .