التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية ، وآياتها تسع وخمسون . وهي كغيرها من السور المكية من حيث السمات الوجدانية ، والتأثير الشديد ، ومن حيث الطابع الذاتي النافذ إلى أعماق المشاعر والقلوب وهي في جملة آياتها وعباراتها وألفاظها وما يجلل ذلك من عجائب النغم وشديد الإيقاع وما تقضي إليه الآيات من خواتيم مميزة مصطفاة-كل ذلك يشده الحسّ ويقرع القلب وينفذ إلى الوجدان أيما نفاذ . ويأتي في طليعة هاتيك المعاني الحقائق والأفكار ، ما سميت به السورة وهو الدخان ، وذلك في قوله : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين 10 يغشى الناس هذا عذاب أليم } وظهور الدخان ليغطي الآفاق علامة مثيرة من علامات الساعة التي تنبه الأذهان إلى أن الطامة قد أزفت . ثم يعقب ذلك البطشة الكبرى وهي الساعة بذاتها المذهلة ، وفظاعتها المزلزلة .

وفي السورة بيان بأهوال جهنم وهي كثيرة وفظيعة ومريعة . ومن جملة ذلك الزقوم ، هذا الطعام الخبيث الشنيع في منظره ومذاقه وهو طعام أهل النار يقسرون على أكله قسرا . وغير ذلك من الأخبار والمواعظ والمشاهد التي تضمنتها هذه السورة الكريمة .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ حم 1 والكتاب المبين 2 إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين3 فيها يفرق كل أمر حكيم 4 أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين 5 رحمة من ربك إنه هو السميع العليم 6 رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين7 لا إلاه إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } .

يقال في { حم } ما قيل في فواتح بعض السور من حروف التهجي المقطعة ، فالله جل وعلا أعلم بحقيقة المراد من ذلك .