فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الدخان

هي تسع وخمسون ، وقيل سبع وخمسون آية . قال القرطبي هي مكية باتفاق إلا قوله : { إنا كاشفوا العذاب } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وعبد الله بن الزبير أن سورة الدخان نزلت بمكة . وأخرج الترمذي والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك » . قال الترمذي بعد إخراجه : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وعمرو بن أبي خثعم ضعيف . قال البخاري : منكر الحديث . وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفوراً له » . قال الترمذي بعد إخراجه : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهشام بن المقدام يضعّف ، والحسن لم يسمع من أبي هريرة ، كذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد ، ويشهد له ما أخرجه ابن الضريس والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ، وما أخرجه ابن الضريس عن الحسن مرفوعاً بنحوه وهو مرسل ، وما أخرجه الدارمي ومحمد بن نصر عن أبي رافع قال : من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له وزوج من الحور العين . وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها بيتاً في الجنة » .

قوله : { حم * والكتاب المبين } قد تقدّم في السورتين المتقدمتين قبل هذه السورة الكلام على هذا معنى وإعراباً .