معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

قوله تعالى : { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم } قال ابن عباس : { ما بين أيديكم } يعني الآخرة ، فاعملوا لها ، { وما خلفكم } يعني : الدنيا ، فاحذروها ، ولا تغتروا بها . وقيل : { ما بين أيديكم } : وقائع الله فيمن كان قبلكم من الأمم ، { وما خلفكم } : عذاب الآخرة ، وهو قول قتادة و مقاتل . { لعلكم ترحمون } والجواب محذوف تقديره : إذا قيل لهم هذا أعرضوا عنه ، دليله ما بعده .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

ولما كان هذا الحال معلوماً لهم لا ينازعون فيه بوجه ، بل إذا وقعوا فيه أخلصوا الدعاء وأمروا به وخلعوا الأنداد ، وكان علم ذلك موجباً لصاحبه أن لا يغفل عن القادر عليه وقتاً ما ، بل لا يفتر عن شكره خوفاً من مكره ، وكان العاقل إذا ذكر بأمر فعلمه يقيناً كان جديراً بأن يقبله ، فإذا لم يقبله وخوف عاقبته بأمر محتمل جد في الاحتراز منه ، عجب منهم في إعراضهم عنه سبحانه مع قيام الأدلة القاطعة على وحدانيته وأنه قادر على ما يريد من عذاب وثواب ، وإقبالهم على ما لا ينفعهم بوجه ، فقال : { وإذا قيل } أي : من أي قائل كان { لهم اتقوا } أي : خافوا خوفاً عظيماً تعالجون فيه أنفسكم { ما بين أيديكم } أي : بما يمكن أن تقعوا فيه من العثرات المهلكة في الدارين { وما خلفكم } أي : ما فرطتم فيه ولم تجاروا به ولا بد من المحاسبة عليه ؛لأن الله الذي خلقكم أحكم الحاكمين { لعلكم ترحمون * } أي : تعاملون معاملة المرحوم بالإكرام .