فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتقوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } أي ما بين أيديكم من الآفات والنوازل ، فإنها محيطة بكم ، وما خلفكم منها . قال قتادة : معنى { اتقوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } أي من الوقائع فيمن كان قبلكم من الأمم { وَمَا خَلْفَكُمْ } في الآخرة . وقال سعيد بن جبير ومجاهد : { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } ما مضى من الذنوب { وَمَا خَلْفَكُمْ } ما بقي منها . وقيل : { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } الدنيا { وَمَا خَلْفَكُمْ } الآخرة ، قاله سفيان . وحكى عكس هذا القول الثعلبي عن ابن عباس . وقيل : { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } ما ظهر لكم { وَمَا خَلْفَكُمْ } ما خفي عنكم ، وجواب إذا محذوف ، والتقدير : إذا قيل لهم ذلك أعرضوا كما يدلّ عليه { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي رجاء أن ترحموا ، أو كي ترحموا ، أو راجين أن ترحموا .

/خ54