الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

ثم قال : { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم [ وما خلفكم } أي : إذا قيل لهؤلاء المشركين من قومك يا محمد اتقوا ما بين أيديكم ] {[56724]} أي : احذروا ما تقدم قبلكم من نقم الله {[56725]} في الأمم الماضية بكفرهم وتكذيبهم الرسل أن يحل بكم مثل ذلك . { وما خلفكم } أي : وما أنتم لاقوه من عذاب الله تعالى {[56726]} إن هلكتم على كفركم وتكذيبكم .

{ لعلكم ترحمون } أي لتكونوا على رجاء من الرحمة . هذا قول سيبويه {[56727]} ، وقال الطبري معناه : ليرحمكم ربكم {[56728]} .

قال قتادة : " ما بين أيديكم " وقائع الله جل ذكره فيمن خلا من الأمم {[56729]} ، " وما خلفكم " أي : من أمر الساعة {[56730]} .

وقال مجاهد : ما بين أيديهم ما مضى من ذنوبهم وما خلفهم : ( قال ) {[56731]} : ذنوبهم التي ( هم ) {[56732]} عاملوها {[56733]} .

وقال ابن جبير : " ما بين أيديكم " الآخرة " وما خلفكم " : الدنيا .

وجواب إذا محذوف والتقدير : إذا قيل لهم ذلك أعرضوا .


[56724]:ما بين المعقوقين ساقط من ب
[56725]:ب: "الله عز وجل"
[56726]:ب: "الله عز وجل"
[56727]:قال سيبويه: ذلك لأن "لعل" عنده تفيد الرجاء والخوف انظر: الكتاب 2/148
[56728]:انظر: جامع البيان 23/12
[56729]:ب: "الأمم الماضية"
[56730]:انظر: جامع البيان 23 /12 والجامع للقرطبي 15/36 والدر المنثور 7/60
[56731]:ساقط من أ
[56732]:ساقط من ب
[56733]:انظر: جامع البيان 23/12، والجامع للقرطبي 15/36، والبحر المحيط 7/340 والدر المنثور 7/61