السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

{ وإذا قيل لهم } أي : من أي : قائل كان { اتقوا ما بين أيديكم } أي : من عذاب الدنيا كغيركم { وما خلفكم } من عذاب الآخرة { لعلكم ترحمون } : تعاملون معاملة المرحوم بالإكرام ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما { ما بين أيديكم } يعني : الآخرة فاعملوا لها وما خلفكم يعني : الدنيا فاحذروها ولا تغتروا بها ، وقال قتادة ومقاتل : { ما بين أيديكم } : وقائع الله فيمن كان قبلكم من الأمم{ وما خلفكم } : عذاب الآخرة .

تنبيهان : أحدهما : { إلا رحمة } منصوب على المفعول له وهذا مستثنى مفرغ وقيل : مستثنى منقطع وقيل : على المصدر بفعل مقدر وقيل : على إسقاط الخافض أي : إلا برحمة والفاء في قوله تعالى { فلا صريخ لهم } رابطة لهذه الجملة بما قبلها ، فالضمير في لهم عائد على المغرقين .

ثانيهما : جواب إذا محذوف تقديره أعرضوا يدل عليه قوله تعالى بعده { إلا كانوا عنها معرضين } وعلى هذا فلفظ كانوا زائد .