فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } : بيان لإعراضهم عن الآيات التنزيلية بعد بيان إعراضهم عن الآيات الآفاقية التي كانوا يشاهدونها وعدم تأملهم فيها { اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } من الآفات والنوازل فإنها محيطة بكم .

{ وَمَا خَلْفَكُمْ } منها قال قتادة : أي :اتقوا ما بين أيديكم من الوقائع فيمن كان قبلكم من الأمم ، وما خلفكم في الآخرة . وقال سعيد بن جبير ومجاهد : ما بين أيديكم ما مضى من الذنوب وما خلفكم ما بقي منها ؟ ، وقيل : { ما بين أيديكم }الدنيا ، { وما خلفكم } الآخرة ، قاله سفيان وحكى عكس هذا القول الثعلبي عن ابن عباس ، وقيل : { ما بين أيديكم } : ما ظهر لكم ، { وما خلفكم } :ما خفي عنكم وجواب إذا محذوف ، والتقدير : إذا قيل لهم ذلك أعرضوا كما يدل عليه إلا كانوا عنها معرضين .

{ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي : رجاء أن ترحموا أو كي ترحموا أو راجين أن ترحموا .