غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

45

التفسير : لما بين الآيات المذكورة حكى أنهم في غاية الجهالة ونهاية الضلالة ، لا مثل العلماء الذين يتبعون البرهان ، ولا كالعوام الذين يبنون أمورهم على الأحوط إذا أنذرهم منذر انتهوا عن ارتكاب المنهي خوفاً من تبعته وطمعاً في منفعته وإليه الإشارة بقوله { لعلكم ترحمون } أي في ظنكم فإن الذي لا تفيده الآيات يقيناً فلا أقل من أن يحترز من العذاب ويرجو الثواب أخذاً بطريقة الاحتياط ، ونظير الآية ما مرّ في أوّل سورة سبأ { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض }

[ الآية : 9 ] وعن مجاهد : أراد ما تقدّم من ذنوبكم وما تأخر . وعن قتادة : ما بين أيديكم من وقائع الأمم وما خلفكم أي من أمر الساعة . وقيل : ما بين أيديكم من أمر الساعة . وقيل : ما بين أيديكم الآخرة فإنهم مستقبلون لها ، وما خلفكم الدنيا فإنهم تاركون لها . أو ما بين أيديكم من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فإنه حاضر عندهم وما خلفكم من أمر فإنكم إذا اتقيتم تكذيب محمد لي الله عليه وسلم والحشر رحمكم الله . أو ما بين أيديكم من أنواع العذاب كالحرق والغرق المدلول عليه بقوله { وإن نشأ نغرقهم } ما خلفكم الموت الطالب لكم يدل على قوله { ومتاعاً إلى حين } وجواب " إذا " محذوف وهو لا يتقون أو يعرضون ، يدل عليه ما بعده مع زيادة فائدة هي دأبهم الإعراض عند كل آية . ويحتمل أن يكون قوله { وما تأتيهم } متعلقاً بما قبله وهو قوله { يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } .

/خ83