التفسير : لما بين الآيات المذكورة حكى أنهم في غاية الجهالة ونهاية الضلالة ، لا مثل العلماء الذين يتبعون البرهان ، ولا كالعوام الذين يبنون أمورهم على الأحوط إذا أنذرهم منذر انتهوا عن ارتكاب المنهي خوفاً من تبعته وطمعاً في منفعته وإليه الإشارة بقوله { لعلكم ترحمون } أي في ظنكم فإن الذي لا تفيده الآيات يقيناً فلا أقل من أن يحترز من العذاب ويرجو الثواب أخذاً بطريقة الاحتياط ، ونظير الآية ما مرّ في أوّل سورة سبأ { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض }
[ الآية : 9 ] وعن مجاهد : أراد ما تقدّم من ذنوبكم وما تأخر . وعن قتادة : ما بين أيديكم من وقائع الأمم وما خلفكم أي من أمر الساعة . وقيل : ما بين أيديكم من أمر الساعة . وقيل : ما بين أيديكم الآخرة فإنهم مستقبلون لها ، وما خلفكم الدنيا فإنهم تاركون لها . أو ما بين أيديكم من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فإنه حاضر عندهم وما خلفكم من أمر فإنكم إذا اتقيتم تكذيب محمد لي الله عليه وسلم والحشر رحمكم الله . أو ما بين أيديكم من أنواع العذاب كالحرق والغرق المدلول عليه بقوله { وإن نشأ نغرقهم } ما خلفكم الموت الطالب لكم يدل على قوله { ومتاعاً إلى حين } وجواب " إذا " محذوف وهو لا يتقون أو يعرضون ، يدل عليه ما بعده مع زيادة فائدة هي دأبهم الإعراض عند كل آية . ويحتمل أن يكون قوله { وما تأتيهم } متعلقاً بما قبله وهو قوله { يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.