تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (45)

الآية 45 وقوله تعالى : { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون } اختلف في قوله : { وما بين أيديكم وما خلفكم } قال قائلون : { ما بين أيديكم } ما كان من عقوبات الله ووقائعه في من كان قبلكم من عنادهم في آياته وتكذيبهم رسله ، يقول : اتقوا ذلك ، واحذروا نزوله عليكم . فسمّى { بين أيديكم } ؛ لأنه مضى بين أيديهم { وما خلفكم } من أمر الساعة وعذابها [ سمّاه خلفا لأنه لم يجيء ]{[17487]} بعد [ وما ]{[17488]} وراءهم غير مأتيّ ، يقول : احذروا ذلك .

وقال قائلون : { ما بين أيديكم } هو عقوبات الآخرة ، هي بين أيديهم [ ستأتيهم ، وستنزل بهم ]{[17489]} { وما خلفكم } ما مضى من العقوبات التي نزلت بمن كان قبلكم ، فصار ذلك وراء وخلفا ، يقول : احذروا أيضا ما تسنّون أيضا لمن بعدكم كقوله : { علمت نفس ما قدّمت وأخّرت } [ الانفطار : 5 ] { ما قدّمت } : ما عمل هو { وأخّرت } : ما سنّ لغيره من بعده .

وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون } أي : إذا فعلتم ذلك استوجبتم الرحمة بفضله ، والله أعلم .


[17487]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: سمى خلف لأنه.
[17488]:ساقطة من الأصل وم.
[17489]:في الأصل وم: ستأتي بهم وستنزل.