الآية 45 وقوله تعالى : { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون } اختلف في قوله : { وما بين أيديكم وما خلفكم } قال قائلون : { ما بين أيديكم } ما كان من عقوبات الله ووقائعه في من كان قبلكم من عنادهم في آياته وتكذيبهم رسله ، يقول : اتقوا ذلك ، واحذروا نزوله عليكم . فسمّى { بين أيديكم } ؛ لأنه مضى بين أيديهم { وما خلفكم } من أمر الساعة وعذابها [ سمّاه خلفا لأنه لم يجيء ]{[17487]} بعد [ وما ]{[17488]} وراءهم غير مأتيّ ، يقول : احذروا ذلك .
وقال قائلون : { ما بين أيديكم } هو عقوبات الآخرة ، هي بين أيديهم [ ستأتيهم ، وستنزل بهم ]{[17489]} { وما خلفكم } ما مضى من العقوبات التي نزلت بمن كان قبلكم ، فصار ذلك وراء وخلفا ، يقول : احذروا أيضا ما تسنّون أيضا لمن بعدكم كقوله : { علمت نفس ما قدّمت وأخّرت } [ الانفطار : 5 ] { ما قدّمت } : ما عمل هو { وأخّرت } : ما سنّ لغيره من بعده .
وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون } أي : إذا فعلتم ذلك استوجبتم الرحمة بفضله ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.