{ عذراً أو نذراً } أي للإعذار والإنذار ، وقرأ الحسن { عذراً } بضم الذال واختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم ، وقراءة العامة بسكونها ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص { نذراً } ساكنة الذال وقرأ الباقون بضمها ، ومن سكن قال : لأنهما في موضع مصدرين بمعنى الإنذار والإعذار ، وليسا بجمع فينقلا إلى ها هنا أقسام ذكرها على قوله
وقوله : { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسّدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ؛ فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ، وإنذارٌ لهم عقابَ الله إن خالفوا أمره .
واختلف القراء في قوله تعالى : { عذراً أو نذراً } ، فقأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر وشيبة بسكون الذال في «عذْر » وضمها في «نذُر » ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وإبراهيم التيمي بسكون الذال فيهما ، وقرأ طلحة وعيسى والحسن بخلاف ، وزيد بن ثابت وأبو جعفر وأبو حيوة والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضمها فيهما فإسكان الذال على أنهما مصدران يقال عذْر وعذير ونذْير كنكر ونكير ، وضم الذال يصح معه المصدر ، ويصح أن يكون جمعاً لنذير وعاذر للذين هما اسم فاعل ، والمعنى أن الذكر يلقي بإعذار وإنذار أو يلقيه معذورون ومنذرون ، وأما النصب في قوله { عذراً أو نذراً } فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون لك على البدل من الذكر ، ويصح أن يكون على المفعول للذكر كأنه قال { فالملقيات } أن يذكر { عذراً } ويصح أن يكون { عذراً } مفعولاً لأجله أي يلقي الذكر من أجل الإعذار ، وأما إذا كان { عذراً أو نذراً } جمعاً فالنصب على الحال . وقرأ إبراهيم التيمي «عذراً أو نذراً » بواو بدل { أو } .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
فالملقيات ذكرا إلى الرسل إعذارا من الله إلى خلقه، وإنذارا منه لهم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{أو نذرا} أي أنذرهم، ولم يعجل في إهلاكهم، بل بيّن لهم ما يتقى ويجتنب، وما يندب إليه ويؤتى، فهذا هو الإنذار على تأويل الرياح ما ذكرنا أنها مذكرات نعم الله ونقمته، فيكون في ذلك إيجاب ذكر المنعم والمنتقم، فيكون في ذلك إعذار وإنذار، والله أعلم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما ذكر هذه الأقسام، عللها بقوله: {عذراً أو نذراً} وهما منصوبان على الحال جمعان لعذر بمعنى المعذرة أو العاذر، والنذير بمعنى الإنذار أو المنذر، أي كانت هذه منقسمة إلى عذر إن كانت ألقت مطراً نافعاً مريئاً مريعاً غير ضار كان بعد قحط فإنه يكون كأنه اعتذار عن تلك الشدة، وإن كانت الملائكة ألقت بشائر فهي واضحة في العذر لا سيما إن كانت بعد إنذار، وإلى نذر إن كانت ألقت صواعق أو ما هو- في معناها من البرد الكبار ونحوها، وكذا الملائكة، والكل سبب لذكر الله وهو سبب لاعتذار ناس بالتوبة، وسبب لعذاب الذين يغفلون عن الشكر، ويستقبلون ذلك بالمعاصي أو ينسبون ذلك إلى الأنواء.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
العُذر: الإِعلام بقبول إيمان المؤمنين بعد الكفر، وتوبةِ التائبين بعد الذنب.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.