فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عُذْراً أَوْ نُذْراً } انتصابهما على البدل من { ذكراً } ، أو على المفعولية ، والعامل فيهما المصدر المنوّن ، كما في قوله : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً } [ البلد : 14 ، 15 ] أو على المفعول لأجله : أي للإعذار والإنذار ، أو على الحال بالتأويل المعروف : أي معذرين أو منذرين . قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما . وقرأ زيد بن ثابت وابنه خارجة بن زيد وطلحة بضمهما . وقرأ الحرميان وابن عامر وأبو بكر بسكونها في عذراً وضمها في نذراً . وقرأ الجمهور { عذراً أو نذراً } على العطف ب «أو » . وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة على العطف بالواو بدون ألف ، والمعنى : أن الملائكة تلقي الوحي إعذاراً من الله إلى خلقه وإنذاراً من عذابه ، كذا قال الفرّاء ، وقيل : عذراً للمحقين ونذراً للمبطلين . قال أبو عليّ الفارسي : يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله : { هذا نَذِيرٌ مّنَ النذر الأولى } [ النجم : 56 ] فيكون نصباً على الحال من الإِلقاء : أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار ، أو مفعولان لذكراً : أي تذكر عذراً أو نذراً . قال المبرد : هما بالتثقيل جمع ، والواحد عذير ونذير .

/خ28