البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقرأ إبراهيم التيمي والنحويان وحفص : { عذراً أو نذراً } بسكون الذالين ؛ وزيد بن ثابت وابن خارجة وطلحة وأبو جعفر وأبو حيوة وعيسى والحسن : بخلاف ؛ والأعشى ، عن أبي بكر : بضمهما ؛ وأبو جعفر أيضاً وشيبة وزيد بن علي والحرميان وابن عامر وأبو بكر : بسكونها في عذراً وضمها في نذراً ، فالسكون على أنهما مصدران مفردان ، أو مصدران جمعان .

فعذراً جمع عذير بمعنى المعذرة ، ونذراً جمع نذير بمعنى الإنذار .

وانتصابهما على البدل من { ذكراً } ، كأنه قيل : فالملقيات عذراً أو نذراً ، أو على المفعول من أجله ، أو على أنهما مصدران في موضع الحال ، أي عاذرين أو منذرين .

ويجوز مع الإسكان أن يكونا جمعين على ما قررناه .

وقيل : يصح انتصاب { عذراً أو نذراً } على المفعول به بالمصدر الذي هو { ذكراً } ، أي فالملقيات ، أي فذكروا عذراً ، وفيه بعد لأن المصدر هنا لا يراد به العمل ، إنما يراد به الحقيقة لقوله : { أألقي عليه الذكر } .

والإعذار هي بقيام الحجة على الخلق ، والإنذار هو بالعذاب والنقمة .

وقرأ الجمهور : { أو نذراً } بواو التفصيل ؛ وإبراهيم التيمي : ونذراً بواو العطف .