فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عذرا أو نذرا } انتصابهما على البدل من { ذكرا } أو على المفعولية والعامل فيهما المصدر المنون كما في قوله تعالى { أو إطعام في يوم ذي مسبغة يتيما } أو على المفعول لأجله أي للإعذار والإنذار ، أو على الحال بالتأويل المعروف أي معذرين أو منذرين .

قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما ، وقرئ بضمها وبسكونها في ( عذرا ) وضمها في نذرا .

وقرأ الجمهور عذرا أو نذرا على العطف بأو ، وقرئ بالواو .

والمعنى أن الملائكة تلقي الوحي إعذارا من الله إلى خلقه وإنذارا من عذابه ، كذا قال الفراء ، وقيل عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين .

قال أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله { هذا نذير من النذر الأولى } فيكون نصبا على الحال من الإلقاء أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار ، قال المبرد هما بالتثقيل جمع والواحد عذير ونذير ، وقيل الإعذار محو الإساءة ، والإنذار التخويف ، والأول أظهر .