قوله : { عُذْراً أَوْ نُذْراً } . فيهما أوجه :
أحدها : أنهما بدلان من «ذِكْراً » .
الثاني : أنهما منصوبان به على المفعولية ، وإعمال المصدر المنون جائز ، ومنه { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً } [ البلد : 14 ، 15 ] .
الثالث : أنهما مفعولان من أجلهما ، والعامل فيهما ، إما «المُلقيَات » ، وإما «ذِكراً » ؛ لأن كُلاًّ منهما يصلح أن يكون معلولاً{[59009]} بأحدهما .
وحينئذ يجوز في «عُذْراً » ، ونذراً «وجهان :
أحدهما : أن يكونا مصدرين - بسكون العين - كالشُّكْر والكُفْر .
والثاني : أن يكونا جمع عذير ، ونذير ، المراد بهما المصدر ، بمعنى الإعذار والإنذار ، كالنكير بمعنى الإنكار .
الثالث{[59010]} : أنهما منصوبان على الحال من «الملقيات » أو من الضمير فيها ، وحينئذ يجوز أن يكونا مصدرين واقعين موقع الحال ، بالتأويل المعروف في أمثاله ، وأن يكونا جمع «عذير ونذير » مراداً بهما المصدر ، أو مراداً بهما اسم الفاعل بمعنى المعذر والمنذر ، أي : معذرين ، أو منذرين .
وقرأ العامة : بسكون الذَّال من { عُذْراً أَوْ نُذْراً } .
وقرأ زيد{[59011]} بن ثابت ، وابن خارجة ، وطلحة : بضمها .
والحرميَّان ، وابن عامر ، وأبو بكر{[59012]} ، بسكونها في «عُذْراًَ » وضمها في «نُذْراً » ، والسكون والضم - كما تقدم - في أنه يجوز أن يكون كل منهما أصلاً للآخر ، وأن يكونا أصلين ، ويجوز في كل من المثقّل والمخفّف أن يكون مصدراً ، وأن يكون جمعاً سكنت عينه تخفيفاً .
وقرأ إبراهيم التيمي{[59013]} : «عُذْراً ونُذْراً » بواو العطف موضع «أو » ، وهي تدل على أن «أو » بمعنى الواو .
والمعنى : يلقي الوحي إعذاراً من الله تعالى وإنذاراً إلى خلقه من عذابه . قاله الفراء .
وروي عن أبي صالحٍ قال : يعني الرسل يعذرون وينذرون .
وروى سعيد عن قتادة : «عُذْراً » قال : عذراً لله - تعالى - إلى خلقه ، ونذراً للمؤمنين ينتفعون به ويأخذون به{[59014]} ، وروى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : «عُذْراً » أي : ما يقبله الله - تعالى - من معاذير أوليائه ، وهي التوبة «أو نُذْراً » ينذر أعداءه{[59015]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.