معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (6)

قوله عز وجل :{ ذلك عالم الغيب والشهادة } يعني : ذلك الذي صنع ما ذكره من خلق السموات والأرض عالم ما غاب عن الخلق وما حضر . { العزيز الرحيم* }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (6)

( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) . .

ذلك . . الذي خلق السماوات والأرض . والذي استوى على العرش . والذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض . . ( ذلك عالم الغيب والشهادة ) . . المطلع على ما يغيب وما يحضر . وهو الخالق المسيطر المدبر . وهو ( العزيز الرحيم ) . . القوي القادر على ما يريد . الرحيم في إرادته وتدبيره للمخاليق .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (6)

جيء بالإشارة إلى اسم الجلالة بعدما أجري عليه مِن أوصاف التصرف بخلق الكائنات وتدبير أمورها للتنبيه على أن المشار إليه باسم الإشارة حقيق بما يَرِد بعد اسم الإشارة من أجل تلك الصفات المتقدمة كما تقدم في قوله تعالى : { أولئك على هدى من ربهم } في سورة البقرة ( 5 ) ، لا جرم أن المتصرف بذلك الخلق والتدبير عالم بجميع مخلوقاته ومحيط بجميع شؤونها فهو عالم الغيب ، أي : ما غاب عن حواس الخلق ، وعالِمُ الشهادة ، وهو ما يدخل تحت إدراك الحواس ، فالمراد بالغيب والشهادة : كل غائب وكل مشهود . والمقصود هو علم الغيب لأنهم لما أنكروا البعث وإحياء الموتى كانت شبهتهم في إحالته أن أجزاء الأجسام تفرقت وتخللت الأرضَ ، ولذلك عقب بقوله بعده { وقالوا أإذا ضَلَلْنَا في الأرض إنَّا لفِي خلق جديد } [ السجدة : 10 ] . وأما عطف { والشهادة } فهو تكميل واحتراس .

ومناسبة وصفه تعالى ب { العزيز الرحيم } عقب ما تقدم أنه خلق الخلق بمحض قدرته بدون معين ، فالعزة وهي الاستغناء عن الغير ظاهرة ، وأنه خلقهم على أحوال فيها لطف بهم فهو رحيم بهم فيما خلقهم إذ جعل أمور حياتهم ملائمة لهم فيها نعيم لهم وجنبهم الآلام فيها . فهذا سبب الجمع بين صفتي { العزيز والرحيم } هنا على خلاف الغالب من ذكر الحكيم مع العزيز .

و { العزيز الرحيم } يجوز كونهما خبرين آخرين عن اسم الإشارة أو وصفين ل { عَالِم الغَيب } .