البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (6)

ذالِكَ أي ذلك الموصوف بالخلق والاستواء والتدبير عَالِمُ الْغَيْبِ ، والغيب الآخرة وَالشَّهَادَةِ الدنيا أو الغيب ما غاب عن المخلوقين ، والشهادة ما شوهد من الأشياء قولان ، وقرأ زيد بن علي عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ بخفض الأوصاف الثلاثة وأبو زيد النحوي بخفض الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وقرأ الجمهور برفع الثلاثة على أنها أخبار لذلك أو الأول خبر والاثنان وصفان ، ووجه الخفض أن يكون ذلك إشارة إلى الأمر وهو فاعل بيعرج ، أي ثم يعرج إليه ذلك أي الأمر المدبر ويكون عالم وما بعده بدلاً من الضمير في إليه ، وفي قراءة ابن زيد يكون ذلك عالم مبتدأ وخبر ، والعزيز الرحيم بالخفض بدل من الضمير في إليه .