نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (6)

ولما تقرر هذا من عالم الأشباح و{[54644]}الخلق ، ثم عالم الأرواح والأمر ، فدل ذلك على شمول القدرة ، وكان شامل{[54645]} القدرة{[54646]} لا بد وأن يكون محيط العلم ، كانت نتيجته لا محالة : { ذلك } أي الإله العالي المقدار ، الواضح المنار { عالم الغيب } الذي تقدمت{[54647]} مفاتيحه آخر التي قبلها من الأرواح والأمر والخلق . ولما قدم{[54648]} علم الغيب لكونه ، أعلى وكان العالم به قد لا يعلم المشهود لكونه لا يبصر قال{[54649]} : { والشهادة } من ذلك كله التي منها تنزيل القرآن عليك ووصوله إليك { العزيز } الذي يعجز كل شيء ولا يعجزه شيء . ولما كان ربما قدح متعنت في عزته بإهمال{[54650]} العصاة قال : { الرحيم } أي{[54651]} الذي خص أهل التكليف من عباده بالرحمة في إنزال الكتب على السنة الرسل ، وأبان لهم ما ترضاه الإلهية ، بعد أن عم جميع الخلائق بصفة الرحمانية بعد الإيجاد من الإعدام بالبر والإنعام .


[54644]:في ظ: في.
[54645]:في ظ ومد: الشامل.
[54646]:زيدت الواو بعده في الأصل، ولم تكن في ظ وم ومد فحذفناها.
[54647]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: تقدست.
[54648]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: قدر.
[54649]:العبارة من هنا إلى "العصاة قال" ساقطة من ظ ومد.
[54650]:في م: بإمهال.
[54651]:زيد من ظ وم ومد.