قوله تعالى : { الله } قرأ أبو جعفر ، وابن عامر : الله بالرفع على الاستئناف ، وخبره فيما بعده . وقرأ الآخرون بالخفض نعتا للعزيز الحميد . وكان يعقوب إذا وصل خفض . وقال أبو عمرو : الخفض على التقديم والتأخير ، تقديره : إلى صراط الله العزيز الحميد . قوله تعالى : { الذي له ما في السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد * }
وقوله : { اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ } قرأه بعضهم مستأنفا مرفوعا ، وقرأه آخرون على الإتباع صفة للجلالة ، كما قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } [ الأعراف : 158 ] .
وقوله : { وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } أي : ويل لهم يوم القيامة إذ خالفوك يا محمد وكذبوك .
وقرأ نافع وابن عامر «اللهُ الذي » برفع اسم الله على القطع والابتداء وخبره «الذي » ، ويصح رفعه على تقدير هو الله الذي . وقرأ الباقون بكسر الهاء على البدل من قوله :
{ العزيز الحميد } ، وروى الأصمعي وحده هذه القراءة عن نافع . وعبر بعض الناس عن هذا بأن قال : التقدير : إلى صراط الله العزيز الحميد ، ثم قدم الصفات وأبدل منها الموصوف .
قال القاضي أبو محمد : وإذا كانت هكذا فليست بعد بصفات على طريقة صناعة النحو ، وإن كانت بالمعنى صفاته ، ذكر معها أو لم يذكر{[6996]} .
وقوله : { وويل } معناه : وشدة وبلاء ونحوه . أي يلقونه من عذاب شديد ينالهم الله به يوم القيامة ، ويحتمل أن يريد في الدنيا ، هذا معنى قوله : { وويل } . وقال بعض : «ويل » اسم واد في جهنم يسيل من صديد أهل النار .
قال القاضي أبو محمد : وهذا خبر يحتاج إلى سند يقطع العذر ، ثم لو كان لقلق تأويل هذه الآية لقوله : { من عذاب } وإنما يحسن تأوله في قوله : { ويلٌ للمطففين }{[6997]} [ المطففين : 1 ] وما أشبهه ، وأما هنا فإنما يحسن في «ويل » أن يكون مصدراً ، ورفعه على نحو رفعهم : سلام عليك وشبهه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.