إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ} (2)

{ الله } بالجر عطفُ بيان للعزيز الحميد لجريانه مَجرى الأعلامِ الغالبة بالاختصاص بالمعبود بالحق كالنجم في الثريا . وقرئ بالرفع على [ تقدير ] هو الله ، أي العزيزِ الحميد الذي أضيف إليه صراط الله { الذي لَهُ } مُلكاً ومِلكاً { مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض } أي ما وُجد فيهما داخلاً فيهما أو خارجاً عنهما متمكناً فيهما كما مر في آية الكرسي ، ففيه على القراءتين بيانٌ لكمال فخامة شأنِ الصراط وإظهارٌ لتحتم سلوكه على الناس قاطبةً ، وتجويزُ الرفع على الابتداء بجعل الموصول خبراً مبناه الغفولُ عن هذه النكتة وقوله عز وجل : { وَوَيْلٌ للكافرين } وعيدٌ لمن كفر بالكتاب ولم يخرجْ به من الظلمات إلى النور بالويل وهو نقيضُ الوال وهو النجاةُ وأصله النصبُ كسائر المصادر ثم رفع رفعها للدلالة على الثبات كسلامٌ عليك { مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } متعلق بويل على معنى يولّون ويضِجون منه قائلين : يا ويلاه ، كقوله تعالى : { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ فرقان ، الآية 13 ] .