تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ} (2)

الآية 2 : وقوله تعالى : { الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } من قرأ بالخفض { الله } صيره موصولا بالأول ، وجعله كلاما واحدا ، واتبع الخفض بالخفض .

ومن قرأ بالرفع{[9406]} الله جعله مقطوعا عن الأول على حق الابتداء ، فقال : الله { الذي له ما في السماوات وما في الأرض } ذكر قوله : { الذي له ما في السماوات وما في الأرض } ليعلم أنه إنما{[9407]} يأمر الخلق ، ويدعوهم إلى دينه ، ويمتحنهم بأنواع المحن ، لا يفعل ذلك لمنافع نفسه أو لحاجته في ذلك بل لحاجة الممتحنين ومنافعهم .

وقوله تعالى : { وويل للكافرين من عذاب شديد } قال قائلون : الويل : الشدة ، وقيل : الويل هو اسم واد في جهنم ، وقال [ أبو بكر ]{[9408]} الأصم : الويل هو نداء كل مكروب وملهوف من شدة البلاء ، وقول الحسن كذلك .


[9406]:في الأصل وم: سمى.
[9407]:انظر معجم القراءات القرآنية ح3/224.
[9408]:ساقطة من الأصل وم.