معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

قوله تعالى : { ثم رددنا لكم الكرة } ، يعني : الرجعة والدولة ، { عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً } عدداً ، أي : من ينفر معهم وعاد البلد أحسن مما كان .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

{ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } أي : على هؤلاء الذين سلطوا عليكم فأجليتموهم من دياركم . { وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } أي : أكثرنا أرزاقكم وكثرناكم وقويناكم عليهم ، { وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } منهم وذلك بسبب إحسانكم وخضوعكم لله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

حتى إذا ذاق بنو إسرائيل ويلات الغلب والقهر والذل ؛ فرجعوا إلى ربهم ، وأصلحوا أحوالهم وأفادوا من البلاء المسلط عليهم . وحتى إذا استعلى الفاتحون وغرتهم قوتهم ، فطغوا هم الآخرون وأفسدوا في الأرض ، أدال الله للمغلوبين من الغالبين ، ومكن للمستضعفين من المستكبرين : ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) . .

ثم تتكرر القصة من جديد !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

وقوله { ثم رددنا لكم الكرة } ، الآية عبارة عما قاله الله لبني إسرائيل في التوراة وجعل { رددنا } موضع نرد إذ وقت إخبارهم لم يقع الأمر بعد لكنه لما كان وعد الله في غاية الثقة أنه يقع عبر عن مستقبله بالماضي ، وهذه الكرة هي بعد الجلوة الأولى لما وصفنا ، فغلبت بنو إسرائيل على بيت المقدس وملكوا فيه ، وحسنت حالهم برهة من الدهر ، وأعطاهم الله الأموال والأولاد ، وجعلهم إذا نفروا إلى أمر أكثر الناس ، قال الطبري معناه وصيرناكم أكثر عدد نافر منهم ، قال قتادة : كانوا { أكثر نفيراً } في زمن داود عليه السلام ، و «نفير » يحتمل أن يكون جمع نفر ككلب وكليب ، وعبد وعبيد ، ويحتمل أن يكون فعيلاً بمعنى فاعل أي وجعلناكم أكثر نافراً .

قال القاضي أبو محمد : وعندي أن النفر اسم لا جمع الذي نفر سمي بالمصدر ، وقد قال تبع الحميري : [ المتقارب ] .

فأكرم بقحطان من والد . . . وحمير أكرم بقوم نفيرا{[7476]}

وقالوا : لا في العير ولا في النفير{[7477]} ، يريدون جمع قريش الخارج من مكة لا بإذن ،


[7476]:تبع الحميري هو حسان بن أسعد أبي كرب الحميري، من أعظم تبابعة اليمن، و (تبع) لقب كان يلقب به الملك الأكبر من ملوك الدولة الحميرية الثانية في اليمن، والمظنون أنه كان في القرن العاشر قبل الهجرة، قيل: إنه هو الذي قضى على قبائل جديس باليمامة، وغزا كثيرا من البلاد، ووصل إلى سمرقند، ودمشق، ومر بمكة، ونفر من عبادة الأصنام. وقد ثار عليه جماعة من قومه فقتلوه. وقحطان: أبو اليمن، وحمير: أبو قبيلة من اليمن، من نسل قحطان، ومنها كانت الملوك في الزمن القديم. وتبع يمدح آباءه وأجداده، والشاهد أن نفيرا اسم للجمع الذي ينفر.
[7477]:وأول من قال هذا المثل هو أبو سفيان بن حرب، وذلك أنه أقبل بالعير التي لقريش عائدا من الشام، فلما علم بخروج المسلمين له ضرب وجوه العير فساحل بها وترك بدرا على يساره، وكانت قريش قد أقبلت من مكة لنجدته، فأرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم أنه قد نجا بالعير ويطلب منهم العودة، ولكن القرشيين أبوا الرجوع، ورجعت بنو زهرة فقط، وصادفت أبا سفيان في عودتها من طريق الساحل، فقال أبو سفيان: يا بني زهرة، لا في العير ولا في النفير، قال الأصمعي: يضرب هذا الرجل يحط أمره ويصغر قدره.