الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

قوله تعالى : { الْكَرَّةَ } : مفعولُ " رَدَدْنا " وهي في الأصلِ مصدرُ كَرَّ يَكُرُّ ، أي : رَجَعَ ، ثم يُعَبَّر بها عن الدَّوْلَةِ والقَهْر .

قوله " عليهم " يجوز تعلُّقه ب " رَدَدْنا " ، أو بنفس/ الكَرَّة ، لأنه يُقال : كَرَّ عليه فتتعدَّى ب " على " ويجوز أن تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من " الكَرَّة " .

قوله : " نَفِيراً " منصوبٌ على التمييز ، وفيه أوجهٌ ، أحدها : أَنَّه فَعِيْل بمعنى فاعِل ، أي : أكثر نافراً ، أي : مَنْ يَنْفِرُ معكم . الثاني : أنه جمع نَفْرٍ نحو : عَبْد وعَبيد ، قاله الزجاج ، وهم الجماعة الصَّائِرون إلى الأعداء . الثالث : أنه مصدرٌ ، أي : أكثرُ خروجاً إلى الغَزْو . قال الشاعر :

فَأَكْرِمْ بقَحْطانَ مِنْ والدٍ *** وحِمْيَرَ أكرِمْ بقومٍ نَفيرا

والمفضَّلُ عليه محذوفٌ ، فقدَّره بعضُهم : أكثر نفيراً من أعدئكم ، وقدَّره الزمخشري : أكثر نفيراً مِمَّا كنتم .