ثمّ قال : { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ } إلى قوله { تَتْبِيراً } قال : هذا بخت نصر الذي خرب بيت المقدس .
ثمّ قال لهم بعد ذلك { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } [ على هذا ثمّ ] { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } قال فعادوا فعيد عليهم فبعث الله عليهم ملك الروم ثمّ عادوا أيضا فعيد عليهم فبعث الله عليهم ملك [ . . . . . . . . ] ثمّ عادوا أيضاً فعيد عليهم سابور ذو الاكتاف .
قتادة في هذه الآية ( وقضينا ) قضى على القوم كما تسمعون فبعث عليهم في الأولى جالوت ، فسبى وقتل وخرب { فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ } ، ثمّ رددنا لكم يعني يا بني إسرائيل الكرة عليهم والملك في زمان داود ( عليه السلام ) { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ } آخر الكرتين بعث الله عليم بخت نصر أبغض خلق الله ، فسبى وقتل وخرب بيت المقدس وسامهم سوم العذاب ، ثمّ قال { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } فعاد الله إليهم برحمته ثمّ عاد [ الله إليهم بشر ] بما عذبهم ، فبعث الله عليهم ما شاء أن يبعث من آفته وعقوبتة ، ثمّ بعث الله عليهم هذا الحي من العرب كما قال :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } [ الأعراف : 167 ] [ . . . . . ] .
{ وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ } أي أخبرناهم وعلمناهم في ما آتيناهم من الكتب .
وقال ابن عبّاس وقتادة : يعني وقضينا عليكم ، وعلى هذا التأويل يكون ( إلى ) بمعنى ( على ) وبمعنى بالكتاب اللوح المحفوظ ، { لَتُفْسِدُنَّ } قيل : لام القاسم مجازة : والله لتفسدن في الأرض مرتين بالعاصي { وَلَتَعْلُنَّ } ولتستكبرن ولتظلمن الناس { عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا } يعني أولي المرتين واختلفوا فيها فعلى قول قتادة : إفسادهم في المرة الأولى ما خالفوا من أحكام التوراة [ وحكموا ] ربهم ولم يحفظوا أمر نبيهم موسى ( عليه السلام ) وركبوا المحارم وتعدوا على الناس .
وقال السدي : في خبر ذكره عن أبي مالك وأبي جهل عن ابن عبّاس وعن أمية الهمذاني عن ابن مسعود : إن أول الفسادين قتل زكريا .
وقال ابن إسحاق : إن إفسادهم في المرة الأولى قتلهم شعياء بن أمصيا في عهد أرمياء في الشجرة .
وقال ابن إسحاق : إن بعض أهل العلم أخبره أن زكريا مات موتاً ولم يقتل وأن المقتول هو شعياء ( عليه السلام ) .
{ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ } يعني [ جالوت الجزري ] وجنوده وهو الذي قتله داود .
قال قتادة : وهي رواية العوفي عن ابن عبّاس ، وقال أبو المعلى ويعلى عن سعيد بن جبير : هم صحاريب من أهل نينوى ، وهي الموصل .
أبو بشير عنه : صرخان الخزري ، وقال : ابن إسحاق : بخت نصر البابلي وأصحابه .
{ أُوْلِي بَأْسٍ } يعني بطش ، وفي الحرب { شَدِيدٍ فَجَاسُواْ } أي خافوا وداروا .
قال ابن عبّاس : مشوا ، الفراء : قتلوكم بين بيوتكم .
ومنا الذي لاقي بسيف محمّد *** فجاس به الأعداء عرض العساكر
أبو عبيدة : طلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي يطلبها .
القتيبي : [ عاشوا وقتلوا ] وأفسدوا .
ابن جرير : طافوا من الديار يطلبونهم ويقتلونهم ذاهبين وجائين فجمع التأويلات .
وقرأ ابن عبّاس : فجاسوا بالهاء ومعناها واحد .
{ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } قضاء كائناً لا خلف فيه { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ } الرجعة والدولة { عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } عدداً .
قال القتيبي : والنفير من نفر مع الرجل من عشيرته وأهل بيته ، يقال : النفير والنافر ، وأصله القدير والقادر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.